استجابة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لفيروس “كورونا” المستجد ( 9/5/2020 – 3/5/2020)
PRCS Response to COVID-19 3/5/2020 – 9/5/2020
PRCS Response to COVID-19 26/4/2020 – 2/5/2020
طاقم اسعاف نسائي يواجه فايروس “كورونا” في طولكرم
تجوب صفية البلبيسي، ضابطة الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وزميلتها عزيزة عوض، شوارع مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، لتقدم الخدمات الاسعافية لطالبيها، في ظل تفشي فايروس كورونا في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ نحو أربعين يوماً.
البلبيسي التي مضى على عملها في الجمعية ٢٣ عاما، وكانت أول امرأة ضابطة وسائقة سيارة اسعاف فيها، وواجهت صعوبات كبيرة في بداية عملها، تتميز بسرعة ومهارة فائقة في قيادة المركبة، وزيادة سرعتها وخفضها حسب الحاجة قائلةً:”اعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة، واكتسبت خبرة ومهارة كافية في التعامل مع الحالات المرضية، سواء كانت صعبة أم خطيرة”.
وأضافت: “لا اخشى من نقل المصابين المشتبه باصابتهم بفايروس ” كورونا ” كوني اتخذ كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذا الوباء، ويكون كل طاقم سيارة اسعاف مزوداً بلباس واق، ويتم اتباع البروتوكولات المعممة عالميا بهذا الخصوص، فيما يتعلق بتعقيم سيارة الإسعاف والطاقم في أعقاب نقل الحالات”.
وأشارت إلى أنه ورغم اتباعها لكل الإجراءات اللازمة فإنها تشعر بالخوف عند العودة إلى المنزل تخوفا من اصابتها بهذا الفيروس ونقله الى افراد عائلتها وخاصة كبار السن منهم.
وتطرقت البلبيسي الى البروتوكول المخصص لنقل المرضى الذين يحتمل اصابتهم بافيروس ” كورونا ” مؤكدة أن نقلهم يتطلب ترتيبات جديدة واتصالات مكثفة مع وزارة الصحة الفلسطينية، من أجل معرفة الجهة التي ستستقبل الحالة وتتعامل معها.
بدورها، قالت ضابطة الاسعاف عوض انها انخرطت في مجالِ الإسعاف لإنقاذ الأرواح برفقة زميلتها البلبيسي كونها تعشق هذه المهنة، ولتبقي تجربتُها تأكيداً على ألا مكانَ لعادات قد تمنع المرأة من العملِ في مهنة كهذِه، وشجعت الفتيات على العمل والتطوع في جهاز الإسعاف والطوارئ، مشيرةً إلى أن بعض الحالات تتطلب وجود فتيات للتعامل معها
وتحدثت عوض عن آليات التعامل مع المشتبه بهم باصابتهم بفايروس ” كورونا”، مؤكدة انه لحظة تحرك مركبة الإسعاف باتجاه المريض يتم أخذ كافة المعلومات اللازمة عنه من غرفة الاتصال المركزي التابعة الجمعية وبواسطة الرقم المجاني 101، والتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية عن طريق الطب الوقائي لاتخاذ التدابير اللازمة.
يذكر أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اتخذت كافة تدابير الوقاية اللازمة المتبعة دولياً، في التعامل مع الحالات المشتبه إصابتها، أو المصابة، ووفرت لطواقمها كل وسائل الوقاية، للتعامل مع الحالات وفق التفاهمات المبرمة مع وزارة الصحة الفلسطينية.
المتطوعة آمال فهمي تطبق فكرة التكافل الإجتماعي في قريتها في ظل الوباء
السيدة آمال فهمي سالم من قرية “بزاريا”، متطوعة في فرع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعنبتا منذ أكثر من 15 عاماً، طرحت خلال حالة الطوارئ والظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها أبناء بلدتها بسبب وباء “كورونا” بفكرة التكافل الإجتماعي بين الأسر والأفراد لمساعدة الآخرين.
وفي هذا الأمر قالت آمال:” نبع تفكيري وشعوري بالآخرين جرّاء الظروف الإقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها جيراني والناس من حولي، عبر احتكاكي المباشر بهم كوني أملك محل بقالة، “فشعرت بالعبء الكبير الملقى على عاتق العائلة الفلسطينية وبخاصة الأم لتأمين لقمة العيش لأولادها بكرامة”.
وتابعتش:” بدأت أتمنى على التجار أن يحضروا لي كميات كبيرة من الزعتر الأخضر، وطلبت من النساء المتواجدات في البلدة المساعدة على إعدادها للبيع مقابل مبلغ مالي متواضع يلبي احتياجات أسرهن اليومية، وفعلاً وجدت إقبالا كبيراً من قبلهن، وعملن دون كلل أو ملل”.
وقالت آمال: “بفعل هذه المبادرة ساعدت أكثر من 15 عائلة على تأمين مصاريفها اليومية، وكنت فخورة جداً بهذا الجهد العطاء تجاه مجتمعي، واستطعنا من خلال هذه المبادرة التغلب على الشعور بالخوف والقلق من التفكيربالاصابة بفايروس كورونا”.
وأضافت:”واجبي كمتطوعة في الهلال الأحمر في هذه المرحلة الصعبة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأفراد المجتمع، كي أساعد الناس على تخطي الأزمات التي تؤثر في نفسياتهم ونفسيات أطفالهم”.
وأختتمت تجربتها بالقول: “التطوع هو أسمى معاني الإنسانية، وبه نستطيع تخطي الشعور بالخوف، وبالوعي نقضي على الوباء”.
المتطوعة سلمى البرقاوي “بالوعي والإرادة نمنع انتشار فايروس كورونا”
سلمى محمود البرقاوي (50 عاماً) متطوعة في فرع الجمعية بعنبتا منذ 17 عاما، عبّرت عن فخرها بانضمامها للجمعية طوال هذه السنوات، التي صقلت شخصيتها وصنعت منها امرأة فعالة في مجتمعها ، وعلى درجة عالبة من الوعي والالتزام تجاه أهالي بلدتها وصولاً إلى عائلتها.
تقول سلمى: “بدأت أسمع عن فايروس كورونا عبر الاذاعات المحلية، وشرعت الجمعية بعقد ورشات عمل توعوية عن هذا الفايروس وسبل الوقاية منه، الأمر الذي شجعني على الالتحاق بهذه الورشات خاصة في البلدة، وقمت بنقل المعلومات التوعوية التي استوعبتها الى افراد المجتمع بطريقة سهلة ومبسطة، بهدف أخذ التدابير الوقائية اللازمة لمنع العدوى بين الناس لأن انتشاره سريع جداً، وايصال المعلومات دون إثارة الرعب والهلع في مجتمع البلدة”.
وعن تجربتها الشخصية قالت: “كنت انتظر عودة زوجي من عمله، فهو يعمل في الداخل المحتل ومكث هناك لمدة شهر، ولكن بعد انتشار المرض وتعدد المناشدات التي تدعو العمال للعودة الى بيوتهم لمنع نقل العدوى، التزم زوجي وعاد مع ثمانية من زملائه العمال، وصلوا الى الحاجز القريب من البلدة، وكنتُ على اتصال بهم ، وقررت الاتصال فوراً بجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في عنبتا فقاموا زملائي بتزويدي بأرقام هواتف الطب الوقائي للاتصال بهم، وكانت هذه أول خطوة صحيحة أتخذتها”.
وأضافت سلمى: ” توجه زوجي وزملاؤه الى مركز الفحص الخاص بفحص المصابين بفايروس كورونا، ونحمد الله أن النتيجة كانت سلبية، ولكن كان عليهم الالتزام بالحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، دون مخالطة أي شخص من عائلاتهم”.
وتابعت: “بدأتُ هنا بنشر الارشادات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تلقيتها من ورشات التوعية التي نفذها الفرع، وقمت بالاتصال بجميع زوجات العمال الذين عادوا مع زوجي، وشرحت لهن كيف يتم استقبالهم دون ملامسة أو تقبيل، وعزلهم في غرف مغلقة في البيت أو خارجه ، واتفقنا على أن يكون هناك اتصال دائم بيننا ومع الهلال الاحمر للحصول على أي استفسار منهم بخصوص كيفية التعامل مع أزواجنا”.
وقالت سلمى” كنت قد جهزت غرفة نوم منفصلة لزوجي، وخصصت مرحاضاً ليستعمله منفرداَ دون بقية أفراد العائلة، وغسلتُ ملابسه بشكل منفصل، وحضّرت أواني بلاستيكية ليأكل بها والتخلص منها مباشرة، مع الاخذ بعين الاعتبار المسافة الامنة للحديث معه وهي مترين، وقمتُ بالتواصل مع فرع الجمعية، وجاء المتطوعون الى محيط منزلي وقاموا بتعقيم المنزل وكافة محتوياته”.
وأضافت” من أبرز نقاط ضعف زوجي حبه لاحفاده الأطفال من ابننا الوحيد، وكان مشتاقا جدا لهم جداً، ويرغب بمعانقتهم واللعب معهم، ولكن وعيه والتزامه كان أكبر، والتزمنا بجميع الاجراءات الوقائية اللازمة لحمايتهم وبالتالي حماية المجتمع”.
وختمت سلمى حديثها قائلة: “هذا المرض يلزمه وعي وقوة إرادة والتزام، واهم شيء هو عدم التوتر والقلق لأنه يشتت الأفكار من جهة كيفية التعامل مع هذا الفيروس والقضاء عليه”.
ونصيحتي الاخيرة اليكم:
“خليكم بالبيت عشانكم وعشان حبايبكم ووطنكم ” .