إعلان تونس بشأن الوضع الإنساني في العالم الإسلامي تونس، 27 مايو 2025م

بسم الله الرحمن الرحيم

في ظل الأزمات المتفاقمة التي تمر بها العديد من الدول الإسلامية، وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز العمل الإنساني المشترك، أصدرت اللجنة الإسلامية للهلال الدولي هذا الاعلان ، بصفتها المؤسسة المتخصصة في العمل الإنساني في منظمة التعاون الإسلامي، بمناسبة عقد دورتها الثامنة والثلاثين، بمدينة تونس يومي 26 و27 مايو 2025، بحضور ومشاركة من ممثلي الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر  في كل من تونس، فلسطين، الأردن، مصر، المملكة العربية السعودية، البحرين ،العراق، قطر، وتركيا، وغينيا بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وصندوق التضامن الإسلامي، والمنظمة الاسلامية  للأمن الغذائي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر(المراقب)

انطلاقًا من المبادئ الإسلامية السامية التي تُعلي من قيم الرحمة والتكافل الإنساني، وعملاً باختصاصاتها الإنسانية في إطار منظمة التعاون الإسلامي،  ناقشت  اللجنة ببالغ الاهتمام والانشغال تطورات الأوضاع الإنسانية في عدد من دول ومناطق العالم الإسلامي.

وإزاء التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية جرّاء النزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فإن  اللجنة:

تؤكد تضامنها الكامل مع كافة الشعوب الإسلامية المتأثرة بالأزمات، وتُجدد التزامها بتعزيز الاستجابة الإنسانية الفاعلة وفقًا للمبادئ الإنسانية العالمية.

تُعرب عن بالغ القلق إزاء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في فلسطين، سوريا، السودان، اليمن، أفغانستان، الصومال، ومنطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد ومناطق أخرى، حيث يعيش ملايين المدنيين تحت وطأة النزوح والجوع وغياب الخدمات الأساسية.

تدين الانتهاكات الجسيمة والمتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، والمراكز الصحية، والمدارس، ومراكز الإيواء.
تستنكر بأشد العبارات الاستهداف الممنهج للطواقم الطبية وفرق الإغاثة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ما يشكل سياسة ممنهجة للتجويع  والحصار الجماعي.

وتطالب المجتمع الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والهيئات الإنسانية الأممية، بالتحرك العاجل والفاعل لوقف هذه الجرائم، وتأمين الحماية الدولية للمدنيين والعاملين في المجال الطبي والاغاثي ، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، وفتح الممرات الآمنة لإغاثة السكان المحاصرين.

تدعو كافة الدول الأعضاء، والمنظمات الإنسانية والإغاثية، والشركاء الدوليين، إلى مضاعفة جهودهم في تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة، وتعزيز برامج الإغاثة المستدامة والتنمية المجتمعية.

تشدد على ضرورة الالتزام الكامل بمبادئ الحياد والاستقلال والإنسانية، وترفض أي محاولات لتسييس العمل الإنساني أو استخدامه كأداة ضغط أو نفوذ.

تُثمن اللجنة كافة المبادرات والجهود المبذولة من قِبل الدول الأعضاء والمنظمات الإغاثية الوطنية والدولية في التخفيف من معاناة المتضررين، وتدعو إلى تعزيز آليات التنسيق وتبادل المعلومات بين منظمات العمل الانساني، وتفعيل وحدات الاستجابة السريعة في مواجهة الكوارث، وتعزيز الشراكات مع الهيئات الإقليمية والدولية ذات الصلة .

وفي الختام، تتقدم اللجنة الإسلامية للهلال الدولي ببالغ الشكر والتقدير إلى الجمهورية التونسية، حكومةً وشعباً، والهلال الأحمر التونسي على كرم الضيافة وحسن التنظيم، وعلى دعمها المتواصل للقضايا الإنسانية في العالم الإسلامي.

 المشاركون في الدورة 38 للجنة الاسلامية للهلال الدولي
صدر في تونس، بتاريخ: 27 مايو 2025م

صدى الاعلان :

 

Loading

Total Views: 12 ,