عقد الاجتماع التشاوري الرابع بين اللجنة الإسلامية للهلال الدولي والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر يوم 30 يناير 2019 م، بقاعة سويس هوتيل – بمدينة إسطنبول، بحضور 44 وفدا من الجمعيات الوطنية، وبحضور أعضاء اللجنة وإدارة الهلال الدولي، والمنظمات المراقبة والضيوف، وبدأت أعمال هذا الاجتماع بكلمة الدكتور كريم كينيك رئيس الهلال الأحمر التركي، رحب فيها بالمشاركين وعبر عن سعادته بانعقاد هذا الاجتماع مجددا في إسطنبول، وأعرب عن الأمل في نجاح أعماله وفقا للمبادئ والأهداف الإنسانية المشتركة.
وألقى رئيس اللجنة الإسلامية للهلال الدولي السفير علي محمود بوهدمة ، كلمة توجه فيها بالشكر والامتنان إلى رئيس وأعضاء ومتطوعي الهلال الأحمر التركي، على استضافة أعمال هذه الدورة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، ورحب بالحاضرين وتحدث عن فكرة الاجتماع التشاوري، استنادا إلي اتفاقية تأسيس الهلال الدولي، التي تحث علي تعاون اللجنة مع منظمات العمل الإنساني، وبشكل خاص جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وأشار إلي أوجه التعاون التي قامت بين اللجنة والعديد من هذه الجمعيات، وخاصة مع جمعية الهلال الأحمر التركي، وتوجه بالشكر على دعمها المستمر الذي تقدمه للهلال الدولي وبرامجه الإنسانية، وذكر أن الهدف من الاجتماع التشاوري هو تقوية التعاون في مجالات العمل الإنساني وعلى المستوى الثنائي والجماعي والتنسيق في تنفيذ البرامج المعتمدة ، ووفقاً لما تقدم من تعاون الهلال الدولي مع عدد من هذه الجمعيات الوطنية في تنفيذ برامج مساعدات إنسانية، كما تعاون أيضاً من خلال مشروعات مشتركة مثل المكتب الإقليمي للهلال الدولي في أنقرة الذى يتولى تنفيذ مشروعات المساعدة الإنسانية في بعض المناطق بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، وبرنامج المساهمة في مواجهة الهجرة غير النظامية مع الهلال الأحمر التونسي، و المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني مع الهلال الأحمر القطري، ومركز بناء السلام الاجتماعي مع الهلال الأحمر العراقي.
وأكد في ختام كلمته أن الأوضاع الإنسانية الصعبة القائمة حالياً في عدد من مناطق العالم الإسلامي تستدعى تظافر الجهود والمزيد من التعاون لتخفيف المعاناة الإنسانية التي تنجم عنها، وهذا يتطلب أيضاً التعاون في دعم ورفع قدرات الجمعيات الوطنية في تلك المناطق لتستطيع المساهمة بشكل أكبر في هذا العمل الإنساني المطلوب.
ثم تحدت السفير الدكتور حسن على حسن مدير الشؤون القانونية بالأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث نقل إلي المشاركين تحيات الدكتور يوسف العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وتحدث عن الأهمية التي توليها المنظمة بالعمل الإنساني، خاصة وأن منطقة المنظمة تعاني من آثار الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة واللاجئين والنازحين، مما يلقي علي دولها أعباء ضخمة ويعيق تقدمها، وأشار إلي أهمية الدور الذي تقوم به في هذا الشأن اللجنة الإسلامية للهلال الدولي، باعتبارها الذراع الإنساني المتخصص للمنظمة وأعرب عن أمله في أن تتكلل أعمال الاجتماع بالنجاح.
ثم تحدثت ممثل حكومة الجمهورية التركية السيدة أوزلام دامير، حيث رحبت بانعقاد هذه الدورة للمرة الثانية في الجمهورية التركية، وأشارت إلي الأهمية الكبيرة التي توليها تركيا للعمل الإنساني ودعمها للتعاون بين المنظمات الانسانية العاملة في هذا المجال، وخاصة الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وهو ما أكده فخامة رئيس الجمهورية التركية في خطابه خلال انعقاد الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي في مدينة إسطنبول خلال عام 2016، الذي دعا فيه إلي مزيد من التعاون بين هذه الجمعيات لمواجهة آثار الكوارث الطبيعية ومن صنع الإنسان، خاصة في منطقة منظمة التعاون الإسلامي، متمنية النجاح لأعمال الاجتماع.
و في بداية الجلسة ألقى الدكتور يوسف المليح نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر التونسي كلمته باعتباره رئيس الاجتماع التشاوري الثالث، الذي عقد بمدينة تونس يومي 2 – 3 مايو 2013م، توجه فيها بالشكر والتقدير للدكتور كريم كينيك رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي وجميع أعضاء فريقه على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والتسهيلات التي قدمت، وعبر عن سعادته بالمشاركة في أعمال هذا الاجتماع، وأشار إلى أن الهلال الأحمر التونسي قد استضاف أعمال الدورة الثالثة للاجتماع التشاوري تحت عنوان الشراكة والتعاون في مجالات العمل الإنساني، وتركزت أعماله على المحاور التالية:
– المحور الأول: التعاون والشراكة في مجال القانون الدولي الإنساني.
– المحور الثاني: التعاون والشراكة في البرامج التوعوية والإرشادية الخاصة بمخاطر الهجرة غير النظامية.
– المحور الثالث: التعاون والشراكة في مجال الإغاثة.
– المحور الرابع: التعاون والشراكة في مجال التنمية.
وستتناول الأجهزة المشتركة في تقاريرها التي ستقدم لاحقا وفقا للتوصيات الصادرة عن الاجتماع التشاوري الثالث.
وفي ختام كلمته قال ” أتشرف أن أسلم رئاسة أعمال الاجتماع التشاوري الرابع لجمعية الهلال الأحمر التركي، متمنيا لها التوفيق والنجاح في الدورة الحالية … والله يحفظكم ويرعاكم ويبارك مسعاكم والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
وبعد ذلك تم تسليم رئاسة الدورة الرابعة للاجتماع التشاوري إلى السيد إبراهيم ألتان مدير عام جمعية الهلال الأحمر التركي، التي تستضيف أعمال هذه الدورة، والذي قام بتوجيه الشكر إلى ممثل الهلال الأحمر التونسي على الجهود التي قامت بها الجمعية أثناء رئاستها للدورة الثالثة من الاجتماع التشاوري، كما رحب برئيس اللجنة الإسلامية للهلال الدولي وبرؤساء وممثلي الجمعيات الوطنية والمنظمات المشاركة، وتمنى التوفيق لأعمال هذا الاجتماع، ثم عرض مشروع أعماله الذي اعتمده الاجتماع على النحو التالي:
- تشكيل لجنة الصياغة.
- تقرير المكتب الإقليمي للهلال الدولي.
- تقرير المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني.
- تقرير برنامج المساهمة في مواجهة الهجرة غير النظامية.
- تقرير مركز بناء السلام الاجتماعي.
- وضع جمعية الهلال الأحمر في جمهورية شمال قبرص التركية.
- بيان حول يوم القانون الدولي الإنساني.
- عروض حول فهم وفحص الهلال الدولي.
- الحلول المبتكرة من قبل مجموعات العمل.
واعتمد الاجتماع أيضا تشكيل لجنة صياغة التوصيات.
وقدمت تقارير الأجهزة التابعة للجنة الإسلامية للهلال الدولي، وهي المكتب الإقليمي للهلال الدولي، والمنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني، وبرنامج المساهمة في مواجهة الهجرة غير النظامية، ومركز بناء السلام الاجتماعي، وعرض عن وضع جمعية الهلال الأحمر في جمهورية شمال قبرص التركية، ولقد لقيت هذه التقارير الترحيب من المشاركين، والتأكيد على أهميتها كنماذج للشراكة بين اللجنة الإسلامية للهلال الدولي والجمعيات الوطنية في دول منظمة التعاون الإسلامي، وتمت الموافقة على التعاون من أجل تنفيذ خطط العمل المقدمة من هذه الأجهزة.
وقد تم تكريم الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر في الكويت والبحرين وتركيا والعراق والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والجمعيات الخيرية البحرينية وهي: جمعية الإصلاح- لجنة الرعاية الإنسانية ، جمعية التربية الإسلامية ، والجمعية الإسلامية – الإغاثة الإنسانية، التي ساهمت إلى جانب إدارة اللجنة الإسلامية للهلال الدولي في تمويل مشروع مساعدة أطفال العائلات الروهينجا اللاجئين في بنغلاديش وفي الحدود مع مينامار، والذي قام مكتب الممثل الإقليمي للجنة الإسلامية للهلال الدولي لشمال آسيا وأوروبا بتنفيذه على مدى ستة أشهر واستفاد منه 9000 آلاف طفل من سن صفر وحتى 5 سنوات، وتم تقديم هدايا تذكارية بهذه المناسبة.
تم عرض بيان بشأن يوم القانون الدولي الإنساني، والذي لقي الترحيب الواسع من المشاركين والموافقة على وثيقة نص إعلان هذا اليوم والتوقيع عليه من معظم الجمعيات الوطنية المشاركة، والموافقة على تشكيل لجنة خاصة من القانونيين لتولي تنفيذ برنامج يوم القانون الدولي الإنساني، والترحيب بترشيح جمعية الهلال الأحمر الكويتي لتولي رئاسة هذه اللجنة، والطلب من اللجنة الإسلامية للهلال الدولي تعميم هذا البيان على دول منظمة التعاون الإسلامي، ومتابعة إمكانية اعتماده على مستوى المنظمات الدولية المعنية.
قدم عرض خاص حول تاريخ تأسيس اللجنة الإسلامية للهلال الدولي من السفير يونال سمنجو مدير عام الهلال الأحمر التركي (سابقا) وأحد المشاركين في الإجراءات التأسيسية للجنة الإسلامية للهلال الدولي، تناول فيها المراحل التي مرت بها، وخلص إلى أهمية هذه المؤسسة الإنسانية في منطقة منظمة التعاون الإسلامي.
وقدم عرض آخر من قبل الدكتور خليل بازاران أستاذ القانون الدولي في جامعة شاهير – إسطنبول حول الأسس القانونية للجنة الإسلامية للهلال الدولي، في ضوء أحكام اتفاقية تأسيس هذه اللجنة، وأجرى مقارنات هامة ببعض المنظمات الإنسانية والحقوقية والاجتماعية المماثلة في ضوء النظم الأساسية لهذه المنظمات وأحكام القانون الدولي ذات الصلة، وخلص إلى الوضع القانوني المميز للجنة الإسلامية للهلال الدولي والمكانة الرفيعة التي تتمتع بها في حقل العمل الإنساني.
وقدم السيد عمر تاشلي، الممثل الإقليمي للجنة الإسلامية للهلال الدولي في شمال آسيا وأوروبا، عرضا حول القيم والمبادئ التي تعمل بموجبها هذه اللجنة، وخلص إلى المنظور الواسع للعمل الإنساني الذي يمكن أن تضطلع به في شتى ميادين العمل الإنساني والاجتماعي.
وبعد ذلك تم تقسيم المشاركين في مجموعات العمل الثلاث لمناقشة ثلاثة أسئلة وهي:
1- ما هي الاهتمامات والأولويات الإنسانية الرئيسية لسكان منظمة التعاون الإسلامي المتضررين سواء داخل أم خارج منطقة منظمة التعاون الإسلامي؟.
2- ما هي توقعات الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر فيما يتعلق بالدور المحتمل لـلجنة الإسلامية للهلال الدولي، في مجالات المناصرة والحماية والإغاثة للأشخاص المتضررين داخل وخارج منطقة منظمة التعاون الإسلامي، وفقًا لاتفاقية تأسيس اللجنة الإسلامية للهلال الدولي؟.
3- ما هي وسائل التعاون المحتملة بين اللجنة الإسلامية للهلال الدولي والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، لتعبئة الموارد من كيانات منطقة منظمة المؤتمر الإسلامي في مجال الحماية والمناصرة وإغاثة الضعفاء؟.
وقد منحت مجموعات العمل مدة (70) دقيقة لكل مجموعة لمناقشة الحلول المبتكرة لهذه الموضوعات، وكانت خلاصة مناقشة هذه المجموعات على النحو التالي:
المجموعة الاولي:
– الحضور ( 11) ممثل جمعية وطنية ومنظمة.
– المداخلات (16) مداخلة.
– السؤال الأول : الاهتمامات والأولويات الإنسانية الرئيسية لسكان منظمة التعاون الإسلامي، كانت على النحو التالي: الصرعات، العنف، الجفاف، الزلازل، نقص المياه، وفيات حوادث السيارات، المشاكل الصحية، اللاجئين، النازحين، انتهاكات حقوق الإنسان، تواصل الصراعات وخاصة الداخلية وتأثيرها على الأوضاع الصحية والاجتماعية والبيئية والبنية التحتية الأساسية، النزاعات بين الطوائف والخلفيات العرقية، الوقاية بدل الاستجابة، البطالة، مسألة الهجرة، البحث عن فرص العمل، حقوق العمال المهاجرين، التلوث، إدارة الأزمات، بناء القدرات والاستثمار، الأوبئة عبر الحدود، فيروس إيبولا، الملاريا، الوعي بالأوبئة ومنع انتشارها، سلامة الوحدة الأسرية أثناء النزعات، تسيس الجهود الإنسانية، تغيير المناخ، الكوارث البيئية، استخدام منصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمعالجة الفجوات التعليمية وبناء المهارات.
المجموعة الثانية:
– الحضور (10).
– المداخلات (15) مداخلة.
– السؤال الثاني : توقعات الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر فيما يتعلق بالدور المحتمل لـلجنة الإسلامية للهلال الدولي، في مجالات المناصرة والحماية والإغاثة للأشخاص المتضررين في منظمة التعاون الإسلامي، وكانت على النحو التالي: اللاجئين، مكاتب إقليمية للاستجابة السريعة، برامج وأنشطة قبل وقوع الكارثة، حالات الاستعداد والمرونة، خبرة بشأن مناصرة وحماية العمال المهاجرين، برامج ثنائية، مناصرة تأهب للكوارث، تمويل المشروعات الإنسانية، القانون الدولي الإنساني وتبادل الخبرات، بناء قدرات الشباب والمتطوعين، تقديم تقارير سنوية عن نشاطات الجمعيات الوطنية في دول منظمة التعاون الإسلامي، مخاطر إرسال مواد الإغاثة إلى الحكومات دون الجمعيات الوطنية المعنية، رسم خرائط بالمخاطر في منطقة منظمة التعاون الإسلامي، تقديم الخبرات في مجالات المناصرة والحماية والإغاثة.
المجموعة الثالثة:
– الحضور (9).
– المداخلات ( 10) مداخلات.
– السؤال الثاني: وسائل التعاون المحتملة بين اللجنة الإسلامية للهلال الدولي والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، لتعبئة الموارد المادية والمعنوية ، وكانت على النحو التالي: تعتمد وسائل التعاون وفقا للظروف والأقاليم والبلدان، العمل على أن يكون الهلال الدولي منصة للتعاون المنهجي بين الجمعيات الوطنية، التوقيع على مذكرة تفاهم بين الهلال الدولي وعناصر الحركة الدولية حول التعاون والتنسيق، الإبلاغ عن الكوارث الطبيعية والأزمات داخل وخارج المنطقة، الحاجة إلى تعزيز حقوق الإنسان في نطاق بلدان المنظمة، توثيق التعاون بين الحكومات والهلال الدولي، إقامة علاقات تواصل وتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها والاتحاد الأوروبي، العمل على المساعدة في توفير وسائل الدعم للجمعيات الوطنية لإنشاء مشروعات جديدة، تعزيز التعاون الميداني، تمكين الجمعيات الوطنية من العمل مع الهلال الدولي، التوسع في بناء القدرات و تحسين المهارات للأفراد والمتطوعين في الجمعيات الوطنية عند تقديم المساعدة.
وفي الجلسة الختامية لهذا الاجتماع تحت رئاسة السفير على بوهدمه رئيس اللجنة الإسلامية للهلال الدولي، تمت دعوة مقرري مجموعات العمل الثلاث لتلاوة خلاصة التوصيات الصادرة عن كل مجموعة، ثم طرحت للمناقشة وتمت الموافقة عليها.
ودعيت لجنة الصياغة بجميع أعضائها لتلاوة تقرير وتوصيات الاجتماع الرابع بين اللجنة الإسلامية للهلال الدولي والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في مدينة إسطنبول يوم 30 يناير 2019 م ، وقام رئيس لجنة الصياغة بتلاوة تقرير وتوصيات الاجتماع ، وتمت الموافقة عليها.
وفي ختام أعماله قرر الاجتماع التشاوري الرابع بتوجيه رسالة شكر وتقدير إلي فخامة رئيس الجمهورية التركية على رعايته وحضوره حفل افتتاح أعمال الاجتماعات التي عقدت، وتوجيه رسائل شكر إلي وزارة خارجية حكومة الجمهورية التركية والى رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي ومديرها العام، علي استضافة هذه الدورة و تنظيم أعمالها وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال.