أولا – الندوة:
عقدت ندوة ” الهجرة المغاربية غير النظامية إلى أوروبا في إطار التحولات الإقليمية “التي نظمها مركز جامعة الدول العربية في تونس يومي 06 – 07 نوفمبر 2014 بالعاصمة تونس ، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة شارك فيها ممثلون عن قطاع الهجرة في عدد من الدول العربية و الأوروبية وخبراء عرب ودوليون في مجال الهجرة ،الذين أكدوا أن القضاء على ظاهرة الهجرة غير النظامية يستوجب اعتماد مقاربة إنسانية شاملة تجمع بين الجوانب القانونية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في ما بين كل الدول المغاربية.
واعتبروا أن القوانين الردعية والحلول الأمنية وحدها لن تفلح في وضع حد لهذه الظاهرة مشددين على ضرورة وضع سياسة للهجرة تأخذ في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان وحاجيات التنمية في البلدان المصدرة للمهاجرين غير النظاميين و الآثار المترتبة عن موجات الهجرة إلى الدول المستقبلة.
وقد شارك في أعمال هذه الندوة وفد اللجنة الإسلامية للهلال الدولي يتكون من:
– السيد على محمود بوهدمه رئيس اللجنة .
– الدكتور محمد حمد العسبلي المدير التنفيذي .
وقد افتتح أعمال هذه الندوة السيد أحمد عمار الينباعي وزير الشؤون الاجتماعية ، حيث قال أن الهجرة غير النظامية سجلت خلال الفترة الأخيرة نسقا تصاعديا نتيجة التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها بلدان جنوب حوض المتوسط ، مما أدى إلى تدفق كبير للمهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا.
وقال أن تونس وضعت إستراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الهياكل المكلفة بالتصرف في الهجرة ومزيد من الإحاطة بالمهاجرين التونسيين وحماية مكتسباتهم والدفاع عن حقوقهم مذكرا بقانون سنة 2003 الذي يقضي بتشديد العقوبات على العصابات المنظمة للهجرة غير النظامية والعمل على تكثيف الرقابة على السواحل التونسية.
كما لاحظ أن الهجرة غير النظامية تمثل ما بين 10 و 15 بالمائة من مجموع المهاجرين في العالم مضيفا أن أكثر من 40 ألف مهاجر غير نظامي لقوا حتفهم في مختلف أصقاع العالم منذ سنة 2000م ، وذلك حسب أخر إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة. وأضاف الينباعي أن منطقة أوروبا تعد الإقليم الجغرافي الأكثر خطورة بالنسبة إلى المهاجرين غير النظاميين ، إذ يشير نفس التقرير إلى أن أكثر من 22 ألف مهاجر فقدوا عند محاولة عبورهم البحر االأبيض المتوسط منذ سنة 2000.م
من جانبه أكد الدكتور عبد اللطيف عبيد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس تفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية في كل من تونس وليبيا والمغرب مشيرا إلى ضرورة العمل على التحكم في الهجرة بما يحد من سلبياتها وعلى إيجاد بدائل وحلول تنموية تهدف إلى حماية الشباب من خطر الهجرة غير النظامية.
وقد تناولت هذه الندوة المحاور التالية:
1- الهجرة غير الشرعية – أسبابها و تداعياتها :
- مسارات الهجرة ، وسائلها، أعداد المهاجرين، أنواع الجرائم المرتبطة بها…
- المغرب العربي وهجرة العبور.
- الهجرة الإفريقية إلى المغرب العربي .
- الهجرة الدائرية…. الخ.
2- التشريعات والقوانين المتصلة بالهجرة المغاربية إلى المغرب العربي وعبره، وحقوق المهاجرين.
3- السياسات و الاتفاقيات و التوجهات الوطنية و الإقليمية المتصلة بالهجرة: دراسة حالات.
4- نحو بديل تنموي إنساني للهجرة غير الشرعية.
وقد تم تقديم عرض عام من قبل الدكتور محمد العسبلي المدير التنفيذي حول ( برنامج اللجنة الإسلامية للهلال الدولي للمساعدة في مواجهة الهجرة غير النظامية ) ضمن المحور الرابع والذي اعتبر برنامج عملي لمساعدة الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والمؤسسات المعنية في دول تصدير وعبور واستقبال الهجرة غير النظامية ، تتولى تنفيذه إدارة اللجنة وجمعية الهلال الأحمر التونسي بالتعاون مع هذه الجمعيات الوطنية .
ثانيا – الاتصالات :
قام وفد اللجنة بإجراء اتصالات مع بعض سفارات دول منظمة التعاون الإسلامي بخصوص تسليمها رسائل من قبل إدارة اللجنة لنقلها عبر القنوات الدبلوماسية إلى وزارات الخارجية في بلدانها.
ثالثا – اللقاءات :
قام وفد اللجنة بزيارة مقر الهلال الأحمر التونسي والاجتماع مع الدكتور الطاهر الشنيتي أمين عام جمعية الهلال الأحمر التونسي وبحضور الدكتور حافظ بن ميلاد والمكلف من طرف الهلال الأحمر التونسي لتولي برنامج اللجنة الإسلامية للهلال الدولي ، وقد تمت الإفادة عن الاتصالات والمراسلات التي تمت بين إدارة اللجنة وبعض الجمعيات الوطنية والمنظمات الدولية ، والاطلاع على بنود مسودة مذكرة التفاهم للتعاون والشراكة بين إدارة اللجنة والهلال الأحمر التونسي المقدمة من طرف اللجنة ، والاتفاق على إحالتها إلى المستشار القانوني للهلال الأحمر التونسي لأية ملاحظات ، وتحديد موعد لاحقا للتوقيع عليه .
وجرت لقاءات أخرى مع الأمين العام المساعد رئيس مركز جامعة الدول العربية ، ورئيس مجلس الأطباء الأجانب في ايطاليا ومندوب المغرب ورئيسة المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة ، ورئيس المنظمة الليبية للإغاثة والتنمية و الدكتور يوسف بكري وأيمن الزهيري الخبراء الدوليين في مجال الهجرة وقد تمت مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وخاصة الدعوة إلى التعاون مع اللجنة في برنامجها حول الهجرة غير النظامية.